الورقة الخامسة :
سأل أحدنا: حدّثنا عن الجمال
فقال:
"الجمال يتجلى في النور الذي يفيض من مقلتينا، لا يهم إذا كان ذوق إنسان سيئاً في الملبس أو إذا كان لا يوافق معاييرنا للأناقة
العينان مرآة الروح، تعكسان كل ما يبدو مستتراً، وكالمرآة هما تعكسان أيضاً الناظر إليهما، لذا متى نظر سود النفوس إلى عيني أحد ما، رأوا قباحتهم هم وبالعكس
ننكر جمالنا الخاص لأن الآخرين يعجزون عن الأعتراف به أو لأنهم يأبون الاعتراف
نكف عن كوننا ضوء القمر، ونمسي البركة التي عكسه وكل ذلك لأن أحداً ما قال لنا مرة: أنت قبيح
الجمال موجود في الأختلاف لا بالتشابه
إن عدم التناسق في قمم الجبال المحيطة بنا هو ما يجعلها مهيبة
اللاكمال هو ما يذهلنا ويجذبنا
وأسفاه على من يحاولون تقليد الآخرين، في حين أن الجمال يكمن في الأصالة، يحاولون أن يعكسوا ما أتاهم من الخارج، غافلين أن النور الأسطع يشع من الداخل."
الورقة السادسة
قال شاب: لم أثق يوماً بالوجهة التي علي أن اسلكها
فأجاب:
"عندما نولد، تولد فينا الرغبة في الحصول على كل شيء دفعة واحدة، ونعجز عن التحكم بالطاقة التي أعطينا إياها
لكن إذا أردنا أن نشعل ناراً، فعلينا أن نركز كل أشعة الشمس في بقعة واحدة.
وعندما تخونهم قوتهم، يظهر هذا الحب ويقول: ( استرح قليلاً، لكن ما أن تقدر، إنهض وتابع سيرك، فمنذ أن عرف هدفك أنك تتجه إليه، انطلق راكضاً للقائك)
وتذكر أن مبرر وجود هدفك يكمن في حبك له، ووحده من يتقبل خطة الله بتواضع وشجاعة يعرف أنه على الدرب الصحيح."
الورقة السابعة:
قالت امرأة تقدمت في السن ولم تتزوج: تجاوزني الحب دوماً.
فأجاب :
"الحب حر ولا يخضع لإرادتنا
الحب الحقيقي هو الذي يستميل ولا يستمال
الحب يحول، يشفي. لكنه أحيانا ينصب شراكاً قاتلة ويؤدي إلى هلاك من يستسلم له كلياً.
ولأن الحب فعل إيماني وليس تبادلاً تجارياً ً، فمن يحب متوقع حباً مبادلاً يهدر وقته.
نحن نحب لأن الحب يحررنا، وبه نقول أموراً لم نتحل يوماً بشجاعة البوح بها حتى لأنفسنا.
و لا يجب أن نغمض أعيينا عن الكون ثم نتذمر (الظلام حالك!!) بل علينا أن نحدق بمجامع العين عارفين أن النور قد يرشدنا إلى ما لم نحلم به من قبل، وهذا كله جزء من الحب.
يجب أن ندرك أن الحبيب الذي تركنا لم يأخذ الشمس معه ولم يخلف وراءه ظلمة، لقد رحل ببساطة بعد أن أدى مهمته في حياتنا، ومع كل وداع يخلق أمل جديد.
فمع كل بداية قصة جديدة ننسى كل ما تعلمناه عن الحب، لأن كل لقاء يختلف عن الآخر، ويأتي محملاً بشجونه ونشواته.
و الأفضل أن نحب ونفترق من أن لا نحب أبداً."
الورقة الثامنة :
وأضاف رجل مسن :
"لا يسعني أن أعود وأستعيد لحظات ضاعت".
فأجاب :
" لا يسع أحداً العودة، لكن الكل قادر على المضي قدماً
لقد وفر لي الزمن والحياة الكثير من الشروحات المنطقية لكل شيء، لكن روحي تتغذى بالغموض أحتاج للغموض، أود أن املأ حياتي بالخيال الواهم، وسأتحلى بالشجاعة كي أفتح الباب الذي يفضي إلى روحي.
لن اتذمر من الحياة لأن كل شيء هو نفسه دوماً هذا لأنني أعيش هذا اليوم كأنه يومي الأول وطوال دوامه سأكتشف أموراً لم أعرف حتى بوجودها.
عسى أن تذهلني أكثر عواطفي وايماءاتي اعتيادية
عسى أن أقتدر على تقبل ذاتي كما أنا: إنسان يمشي ويشعر ويتكلم كالجميع لكنه على رغم من شوائبه، مقدام أيضاً.
للمرة الأولى سأبتسم من دون الشعور بالذنب، لأن الفرح ليس خطيئة.
للمرة الأولى سأتجنب كل مصدر للمعاناة لأن المعاناة ليست فضيلة.
سيظن الناس أنني مجنون لكني سأظل أبتسم إذ يسرني أن يعتقدونني مجنوناً، ابتسامتي هي طريقتي في القول: (باستطاعتكم تدمير جسدي، لكنكم أعجز من تدمير روحي)
وإذا كنت وحدي في السرير، فساتجه إلى النافذة وأرفع بصري إلى السماوات واتيقن أن الوحدة كذبة لأن الكون موجود برفقتي."
الورقة التاسعة :
وعلق أحد المحاربين: تفرقنا فيما أردنا الاتحاد.
ماذا علينا أن نخبر أولادنا عن الصداقة ؟
فأجاب :
"ولدنا وحيدين وسنموت وحيدين، لكن ما دمنا على هذا الكوكب فعلينا تقبل مشاعرنا وما يمليه عليه إيماننا وتمجيده عبر الآخرين.
لا تبحثوا عن أشخاص يفكرون مثلكم، بل ابحثو عن أولئك الذين يختلفون عنكم في التفكير والذين لن تتمكنوا من إقناعهم بأنكم على حق
و لأن الصداقة أحد أوجه الحب الكثيرة
تقربوا من أولئك الذين يكونون إلى جانبكم في أوقات السعادة، لأنهم لا يحملون غيرة أو حسداً في قلوبهم، بل الفرح فقط لرؤيتكم سعداء.
تقربوا من أولئك الذين لا يخشون الهشاشة، ولا يفسرونها ضعفاً بل سمة إنسانية.
اجتنبوا أولئك الذين يقيمون صداقات لمجرد أن يحافظوا على مكانة اجتماعية ما، أو لفتح أبواب لم يتمكنوا من فتحها بطريقة ما.
تقربوا من أولئك الذين يهمهم فتح باب واحد فقط _الباب إلى قلوبكم _ لأنهم لن يطلقوا يوماً سهماً مميتاً عبر ذلك الباب المفتوح.
تقربوا من أولئك الذين يغنون، الذين يخبرون قصصاً الذين يستمتعون بالحياة
الذين تلمع عيونهم سعادة، فالسعادة معدية وستتدبر دوماً إيجاد حل، فيما يجد المنطق تفسيراً للخطأ المرتكب فقط!
تقربوا من أولئك الذين يسمحون لنور الحب بأن ينشر شعاعه من دون مكافآت.
مهما كان شعوركم، فانهضوا كل صباح واستعدوا لتدعوا نوركم ينشر شعاعه.
ومن له عينان تريان، سيرى نوركم ويفتن به. "
الورقة العاشرة:
"وسأل رجل: لم بعض الأشخاص أوفر حظاً من سواهم؟
فأجاب: من يقرع يُفتح له.
من يطلب، يجد.
من يقدم المؤاساة، يعلم أنّه سيؤاسى.
يأتي النجاح لأولئك الذين لا يهدرون وقتهم في مقارنة ما يفعلونه بما يفعله الآخرين
عليكم أن تضعوا نصب أعينكم هدفاً، لكن فيما تمضون لن يكلفكم شيئاً أن تتوقفوا بين الحين والحين وتتمتعوا بالنظر من حولكم وتكتشفوا أمور لم تلاحظوها ختى من قبل.
لأن هذا المعنى الحقيقي للنجاح، إثراء حياتكم، وليس حشرها بصناديق الذهب .
ما النجاح؟
هو القدرة على الخلود إلى النوم كل ليلة، وروحكم بحماس للغد وسلام عن اليوم. "
إرسال تعليق
من فضلك ممنوع الروابط الترويجية او التعليقات الغير لائقه او التعليقات المتكرره. حريه الرد واجبة و مكفولة للجميع ولكن مع احترام الغير. راجع صفحة اتفاقية الاستخدام